أسئلة عن الماسونية

هل الماسونية دين أوحزب؟

الماسونية تعمل في جميع البدان تحت سقف القوانين المعتمدة. الماسونية هي الوجه النقيض للبدع وللجمعيات الزائفة. تعمل الماسونية بحسب قوانين ومبادئ ديمقراطية وبنّائة. تؤمن الماسونية إمكانية الانتساب الى صفوفها لكل مؤهل، كما لا تعترض أوتعارض على أحد المنتسبين الحرية المطلقة في الإستقالة والإنسحاب من صفوفها.  تسعى الماسونية وبأعلى المعايير في تأمين اطار الحرية الفكرية والتعبيرية المطلقة لأعضائهم.

لا يوجد في الماسونية زعماء كزعماء بعض الطوائف والاحزاب الدكتاتورية مطلَقي الصلاحية ومعصومين وملهمين من الغيب أومن رحم الشعوب. المسؤولون في الماسونية يحتلون مراكز خدماتية تكليفية محضاَ تبتعد كل البعد عن المباغي الآنية التشريفية. ادارة الماسونية تخضع للزومات وقوانين ديمقراطية، تؤمن بمداورة السلطات وذلك بحسب المقدرة والكفاءآت من خلال إنتخابات دورية. فمن هذا المنظار تتميزالماسونية عن كل جمعية إنسانية ذات أهداف شخصانية ومصلحية آنية ورخيصة.  كل محفل لا تتوفر به هذه الصفات هو زائف ودخيل.

هل الماسونية جمعية سرية؟

الماسونية ليست بجمعية سرية بل هي مؤسسة إنسانية متحفظة تضمن لأعضائها الذين يرغبون بعدم الإشهار بانتمائهم اليها بان يأمنوا هذا الحق. حق إعتبرته الماسونية من الحقوق الشخصية وذلك منذ مئات السنين، وفي الحاضر أصبح هذا الحق من ضمن شرعة حقوق الإنسان ومن الحقوق الإنسانية الأولية المطالب بها والتي تقضي بعدم التمييز بحسب المعتقد أو الدين الذي يتبعه الإنسان وبإعتبار هذا الخيار والحق، حقاَ وخياراَ شخصيّاَ.

لا يخفى على الباحث في التاريخ الحديث والقديم الإضطهادات التي تعرض لها كل من لم يخضع أولم يداهن السلطات الدينية اوالسياسية الحاكمة المستأثرة في أي بقعة من بقاع الأرض. إن حق التحفظ والإحتفاظ بخصوصية المعتقد والدين أوباي خصوصية شخصية هوحق إنساني محض.

أما من جهة الإحتفاظ بأسرار كونية لا تُتَلقى الا من خلال التكريس فهذا وهم راود أعداء الماسونية لقرون، الذين أرسلوا مندسين ودخلاء، تلبّسوا بلباس الصدق والإخلاص والشهامة مقدمين إعلائهم القيم الإنسانية للدخول الى محافل الماسونية. هناك الكثيرمن هؤلاء من أعداء الفكر الحر وكتبهم موجودة في أي مكتبة عامة ويمكن الإضطلاع عليها.، كما يمكن معرفة الطقوس المتبعة من خلال هذه الكتب. حتى أن بعض الاخوة الماسون الصادقين والمعروفين بمناقبيتهم سهّلوا مهمة هؤلاء بنشر كل ما يمكن نشره وطباعته.

السر الكبير هوالسر الدفين في قلب ووجدان وفكر وحرية كل بناء حر مكرّس في محفل شرعي ويعترف به اخوته كبناء حر. يتبين للباحث الفطن أن الاسرار كثيرة في الماسونية وهي مكنونة في سرائر قلوب الإخوة على تعددهم ومفاتيحها في يد كل فكر حر وأدواتها الصدق والشفافية… 

ماعلاقة الماسونية بالسلطات السياسية؟

منذ أن ظهرت الكتابات الماسونية الى العلن في اواخر القرن السابع عشر الى يومنا هذا، ونستطيع ان نعود الى القرن الرابع عشر مع وثيقة ريجيوس (Le Regius 1390)  الخطاب الماسوني هوهو واحد. الإيمان بالديمقراطية، نبذ العنصرية على أنواعها العرقية، الدينية، الفكرية، الإجتماعية الخ. والإيمان بأحقية الإنسان في تدبير أموره الحياتية كلها بحرية مطلقة دون الخضوع لرغبات ومصالح عائدة لأفراد كانوا أوجماعات. كما إمتنعت الماسونية عن الولوج في قضايا الدين تاركة الحرية لكل فرد بحرية معتقده، كذلك إمتنعت عن كل حراك سياسي ظاهر أوباطن.

تفرّق الماسونية ما بين النشاطات الإجتماعية والتنويرية ومابين النشاطات السياسية التي تبغي السلطة والنفوذ.

تمتنع السلطات الماسونية عن دعم أي حزب أوسلطة، تاركة هذا الخيار الذي تعتبره شخصياَ لكل فرد من افرادها، كما أنها لا تسأل عن إنتماء أفرادها السياسي ولا الحزبي.

كل ما يحكى عن علاقات للماسونية بالسلطات السياسية هوهراء، هناك ماسون ناشطين أومستقيلين يعملون في مجال السياسة، تعتبر السلطات الماسونية هذا من حقوقهم الشخصية.

كما ينفر من كل مجتمع أفراد يسوؤن الى إنتمائاتهم عامة، كذلك وجد في التاريخ القديم والحديث أفراد من الماسون أساؤا الى مبادئهم الماسونية إن كان بالسياسة اوالإجتماع والماسونية بريئة منهم كل البراء.

كيف نفهم عمل الماسونية مما سبق؟ 

هناك معايير من وضعها نصب عينيه وضحت له الصورة كاملة…

  • لا تلزم السلطات الماسونية أفرادها باي إعتقاد ديني أو مبدأ سياسي، مرتكنة على حرية التفكير والإختيار.
  • تمتنع الماسونية من الخوض في الجدالات الدينية على الرغم من أحقية أصولها.
  • تمتنع الماسونية عن كل عمل سياسي.
  • تترك الماسونية لأفرادها حرية الإنتماء في جميع مجالات المجتمع على أن يكون هذا محفزاَ للتبادل والغنى وليس سبباَ في التفرقة والتحزب.
  • تشدد الماسونية على الفكر الحر المسؤل الذي لا يسعى لإلزام الأخرين بل الذي يعمد على إغناء الشخص نفسه والأخرين من خلال التجارب الشخصية والجماعية.
  • تعمل الماسونية على إختبار جميع الأفكار التي تطرح في المجتمع لإستخلاص الأفضل ولا تتردد في تبني أي فكر خلاق جديد مفيد ومطوّر للمجتمع
  • لا تترد الماسونية في رد أي فكر إعتمدته وتبين نقصانه.
  • الماسونية حركة تقدمية، علمية، اجتماعية وفلسفية تهدف الى تطوير الفرد والمجتمع.

كل هذا معتمدة على تاريخها وخبرتها على مدى قرون، ومن هنا تسعى الماسونية وفي بداية كل يوم الى تجديد قواها الفاعلة، من خلال صدقها، إخوّتها والتزامها بمبادئها السامية.

 – حقوق النشر: الدكتور ميشال الخوري  © ٢٠٢١

error: Content is protected !!