بنود دستور أندرسون
كما رأينا في المقدّمة التاريخية يتألف دستور أندرسون من مقدّمة تاريخية مقسّمة الى ثلاث أقسام، تاريخ البشرية، في تاريخ الماسونية والماسونية في بريطانيا. القسم الثاني مؤلّف من بنود تنظيمية تأخذ بالإعتبار الإنتخابات والتعيينات الخ… إلّا أنّ البند الأوّل تفرّد بتبيان بعض من المنهجية الفكرية الماسونية ويعتبر الآن الركيزة الأولى للمفهوم الماسوني. بالإضافة الى قسم ثالث مؤلّف من أناشيد كانت تنشد في المحفل كما في خارجه. القسم الأخير الأناشيد، لها مكانتها في الأعمال الهندسية، إذ تبرز الصفات والأخلاق الماسونية التي يجب أن يتحلّى بها الباحث والمفتّش عن النور.
سندرس في هذه الرسالة البند الأول وتطوّره مع الزمان.
كيف أدرجت وأين كلمة الله في الدستور. لم تظهر كلمة الله إلّا مرة واحدة في دستور أندرسون وذلك في عنوان القسم الأول للواجبات فوردت بـ ” فيما يخصّ الله والدين”، وتلاها البند الأوّل. كما سنرى الماسونية إبتعدت كلّ البعد عن الغوص في الأمور الدينية، خشية رميها بالشبهة الدينية البدعية، وبالرغم من ذلك كما رأينا مع الجانسينيسم إتّهمت بمحاولة إقامة كنيسة رديفة للكنائس القائمة، تبيّن مع التاريخ عقم التهمة وتلفيقها إذ أنّ الماسونية منذ إعلان دستور أندرسون الى أيّامنا هذه لم تقم كنيسة ولم تتعاطى الأمور الدينية وذلك لأكثر من 300 سنة في الحاضر. كما لا نجد أثر في الواجبات الماسونية في دستور أندرسون لوجوب الإيمان بالله كشرط للإنتساب الماسوني.
لم يطرأ على دستور أندرسون أي تغيير قبل سنة 1815 وذلك بعد إنشاء المحفل الأكبر المتّحد البريطاني سنة 1813.
تظهر فلسفة البنائين وقواعدها في البند الأوّل الذي ينصّ على:
“إن الماسوني مُلزم بالمكانة التي هو فيها وعليها ، أن يطيع القانون الأخلاقي وإذا كان يفهم الفن جيداً، أن لا يكون ملحِداً غبي أو متحرّر غير متديّن. ولكن وعلى الرغم من أنّه في الأزمنة القديمة كان يطلب من الماسوني إتّباع دين البلد أو الأمّة الذي يقطنها. إلّا أنّه يعتبر الآن أكثر ملاءمة التقيّد بالدين الذي يتّفق عليه جميع البشر، وترك كل منهم وشأنه لآرائه الخاصة: أي أن يكونوا رجال خير ومخلصين، و رجال شرف وكرامة، أيّاً كانت الأديان أو المسمّيات التي تساعد على تمييزهم. ونتيجة لذلك تصبح الماسونية مركز الإتّحاد، وسبيل لإقامة صداقات حقيقية بين البشر الذين لولا هذا لبقوا غُرباء دائماً فيما بينهم”.
- المكانة التي هو فيها وعليها.
كتب أندرسون في اللّغة الإنجليزية مستعملاً كلمة “Tenure”، أنّ الإنسان بـ “Tenure” التي تفيد بما فيه وهو عليه. ممّا تعني هذه الكلمة الإلزام بالإرث (أرض مستعملة)، كمن يستعمل أرض منذ أن عرفه أقرانه في البقعة التي يعيش فيها، فيُقال أنّ الأرض تعود له بالحكم الطبيعي. كما تفيد المكانة (كبير القوم يتقدّمهم) إذا ما ذهب وفد لأداء واجب يتقدّمهم كبيرهم، هذه التقدمة تعود لما هو فيه وعليه بمكانته الكبرى.أو بالتأهيل (عميد كليّة) لو أرادت جامعة فيزياء إختيار عميد وتواجد بين الطلبة العالم اينشتاين بعد نيله جائزة نوبل لما اختير سِواه لتأهيله وتقدّمه على الآخرين لما هو فيه وعليه. كل هذه المعاني تفيد في كلمة “Tenure”. هذه تبيّن لنا أنّ للماسوني صِفات خاصة به. كما يُقال الرجال معادن هناك صِفات تميّز الشخص الماسوني. هل في هذا تفرقة أم تقليل من قيمة لشخص آخر؟ بالتأكيد لا. لأن المنهجية الماسونية مرتكزة على فلسفة البنّائين الذين وعند القيام ببناء يختارون حجارة مختلفة إن كانت للأساسات أم للجدران أم لحجر الزاوية أم الرابط للقباب. من هنا لا يكون الجميع ماسوني والماسونية ليست للجميع. كما قال “لوي كلود دو سان مرتان” المكرّس هو رجل “désir” عنده رغبة تؤهّله لهذا التكريس.
لا يكون الجميع ماسون كما أنّ الماسونية غير مستوعبة للجميع. الماسوني شخص بما هو فيه وعليه مؤهّل لأن يكون ماسوني.
من هنا القول في أشخاص كـ (1548 –1600 Giordano bruno)، (Lucilio Vanini 1585) وغيرهم ماسون “بدون مئزر”، لأنّهم كانوا مؤهّلين لأن يكون ماسون إلّا أنّ الظروف لم تكن مؤاتية لهم. كذلك أنت أيّها القارئ، قد تكون ممّن يحمل في شخصيته ووجدانه الفكر الماسوني وتكون من المعادن الثمينة، إلّا أنّ الظروف لم تضع على طريقك مجموعة ماسونية،لتتعرّف على من هم أمثالك في الفكر والفلسفة والوجدان.
يجب التسطير هنا بأنّ الماسوني يؤمن بأهلية كلّ إنسان على التطوّر وذلك من خلال صقل حجره، وعند الماسون أدوات رمزية تساعد في هذا الغرض.
يستعمل الماسون بشكل رمزي بعض الروايات ومنها قصة الملك سليمان، بإعتباره مهندس وقائد فريد. وحكمته جعلته يطلب من عماله إستجلاب خشب الأرز الصّلب والقويّ من لبنان كما الحجارة القوية من جباله.. لم يقبل بأيّ حجارة أو خشب إنّما ذاك الذي يتّصف بميزات فريدة. من هنا التركيز على قبول المنتسبين الجدد والتمحيص للتأكّد من نوعية المبتدئ الخاصة.
- أن يطيع القانون الأخلاقي.
يعتقد الماسون أنّ الإنسان الذي تكرّس وعمل على صقل نفسه وتعلّم من حكمة السابقين من فلاسفة وأخوة، وتمكّن من الفلسفة النسبيّة، ويتعامل مع الرموز بحريّة، يصل الى درجة لا يعود بحاجة الى قانون خارجي يمنعه من هذه وتلك بل يصبح القانون الأخلاقي في داخله وفي وجدانه. ويصبح هذا القانون الداخلي الوجداني منارة له وللآخرين من أقرانه. من لم يصل الى هذه الدرجة يبقى باحث على درب التنوير، لأنّه لا يقوم بنفسه بل هو بحاجة الى قانون خارجي يسيّره وينوّره، بما معناه لم يصل الى درجة الأستاذ. كذلك المحفل، بحسب المفهوم الماسوني عليه أن يقوم بذاته وشراكته مع الآخرين هي لتقاسم التجارب والخبرات ومنها الزيارات.
- إذا كان يفهم الفن جيدا.
تعرَّف الماسونية على أنّها فلسفة غنوصية وديناميكية خيميائية وفن هرمسي بالإضافة الى أنّ مفهومها نسبي. ما يميّز الفنّ عن العلم عو عدم محدوديته وغِناه. لو أخذنا علم الموسيقى لحصرناه بسبع نقاط، وبالتدرّج بالإرتقاء أو النزول نصعد وننزل المقامات. إلّا أنّ الفنّ المعبّر عن هذا العلم في الموسيقى فهو لا يحصى. الفنون الموسيقية القديمة، الفلكلورية، موسيقى الطرب والأغاني الغربية منها والشرقية الخ… لا حدود لها ولن يكون لها حدود. هذا ما يميّز الفن عن العلم. كذلك في اللّغة والشعر والأدب كما في الهندسة. العلم أساس ومحصور زمنياً أم الفنّ فمطلق. وعلى الماسوني أن يعبّر عن ما تفاعل معه في تكريسه وبإمتلاكه العلم الرمزي بتحويله الى فنّ .
- أن لا يكون ملحدا غبيّ أو متحرّر غير متديّن.
نقرأ في بعض الطقوس سؤال يُطرح على طالب الإنتساب يقول:”هل تؤمن بالله وخلود النفس”. ما هو مؤكّد أنّ هذه لم ترد في دستور أندرسون ولم تكن العادة لأنّها تخالف حقيقة حريّة الرأي وحريّة الإختيار الشخصيّة وتتعارض مع “أن لا يكون ملحداً غبيّ أو متحرّر غير متديّن”.
هل قصد أندرسون بملحد غبيّ ما معناه، تستطيع أن تكون ملحداً إنّما غير غبيّ وتستطيع أن تكون متحرّر ولكن غير معادي للدّين؟ أم هي للإنكار!
في سنة 1721 عُيِّن مارتن فولكس (Martin Folkes 1690-1754) معاوناً للأستاذ الأكبر في المحفل الأكبر الأوّل البريطاني، وكان مناضل وناشط في الفكر الإلحادي. طبع الماسون في إيطاليا ميدالية على صورة مارتن فولكس وتعتبر من أقدم الحلى الماسونية. وقد عايش هذا أندرسون.
في سنة 1722 إنتخب فيليب وارتون (Philip Wharton) الأستاذ الخامس الأعظم للمحفل الأكبر وكان مساعده ديزاغليي (Desaguliers) والمنبه جايمس أندرسون (James Anderson) نفسه. وعرف فيليب هذا بتحرّره المطلق بمواقفه وكتاباته وهو المؤسّس لنادي “النار الملتهبة” المعروف بنشره التحرّر من كل القيود.
هذين مثلين لشخصين إحتلّا أكبر المراكز وكان أحدهم ملحد والثاني متحرّر، من هنا نفهم أن لا تعارُض مع الخيارات الشخصية طالما هي شخصية ولا تفرض على الآخرين. لم يقتصر هذا القبول على الإنجليز فقط بل وفي سنة 1728 إختار الفرنسيون فيليب وارتون أستاذ أعظم للمحفل الأكبر الأوّل الفرنسي الذي أصبح في سنة 1773 الشرق الأكبر الفرنسي.
هذه الأمثلة أكبر مَثَل عن الفصل ما بين الحياة الماسونية والحياة الخاصّة. الماسوني في داخل المحفل أستاذ أمّا في الخارج فيعود شخص كالآخرين لا يميّزه إلّا القانون الأخلاقي الذي يستنير منه. للأسف هناك من لم يفهم هذه المعادلة ويعتقد أنّ ما يعيشه في الداخل يمتدّ الى الخارج ويعطيه مكانة إجتماعية وعلوّ على الآخرين.
يبيّن لنا البند الأول بأنّه يصلح لجميع الأزمنة والأماكن، كما ناسب إخوتنا في الفترات السابقة يستطيع رجل حرّ في أيّامنا أن يقبله من دون أن يشكّل هذا له إشكالية فكريّة أو فلسفيّة.
اين أختلف الماسون؟
في الخامس من شباط من سنة 1752 انشقّت تسعة محافل عن التشكيل الماسوني البريطاني الأوّل وسمّوا أنفسهم في الخامس من كانون الأوّل من سنة 1753 محفل أكبر، وإعتبروا بأنّهم يرجعون الى العهود الماسونية القديمة فسمّوا أنفسهم القدامى. للتسمية شبهة إذ تقرأ في كتب التاريخ الأقدمون من أسس محفله في سنة 1753 واصبحت كلمة “جدد” تفيد في من أسس محفلهم سنة 1717.
في سنة 1815 وبعد مئة سنة من دستور أندرسون أدخلت المجموعة المؤسسة سنة 1752 تغيير على البند الأوّل من دستور أندرسون بإضافة بعد “أن لا يكون ملحداً غبيّ أو متحرّر غير متديّن”، ” عليه (المكرّس) أن يفهم أنّ الله يرى غير ما يرى البشر، لأنّ الإنسان يرى الظاهر أمّا الله فيرى القلب” و” لا يبعد من الماسونية شريطة أن يؤمن بالمبدع مهندس السّماء والأرض ويقيم الواجبات المقدّسة للأخلاق”. أضيف واجب الإيمان بمهندس الكون كشرط لعدم الطرد وأعلوية فكر الله الموجود في الكتاب، من هنا ضرورة إستعماله في الأعمال المحفلية. لم يدخل الماسون يوماً في جدلية، هل فكر الله أعلى أم هناك فكر غيره يساويه أو يناقضه؟ الماسونية لها قواعدها الإنسانية التي لا تتعارض وجوهر الدين الحقيقي البعيد عن التزمّت والمعطي للعبادة حقّها في مكانها. وتعتبر أنّه من أراد التعبّد عليه قصد الأماكن التي تقام فيها طقوس التعبّد. الماسوني رجل حرّ يفتّش مع أقرانه عن التقدّم بمجتمعه ولا يسعى لإقامة عبادة ولا طقوس، لكلٍ
إختصاصه ومكانه.
في الرابع من أيلول من سنة 1929، بعد مئتي وستة سنوات من دستور أندرسون خرج المحفل الأكبر المتّحد البريطاني بالقرارات التالية: الأسس التي يعترف بها المحفل الأكبر بالمحافل الأخرى على أنّها ماسونية هي: (نعرض بعض النقاط)
– يرغب المجلس في أن تكون هذه الشروط ليس فقط على المحافل بل وايضاً على الأفراد. وهي أن يلتزموا بالمبادئ الأساسية للماسونية، التي طالما دعمها المحفل الأكبر البريطاني في تاريخه.
– لا يُقبل إلّا المحفل المتأّتي من المحفل الأكبر البريطاني. هنا أدخلوا صِلة الأقطاع كالدم في التوارث وليس القيم الإنسانية. وماذا نقول للماسون الذين تواجدوا قبل ذلك!، وأدخلوا كلمة “Regular”، منتظم للشخص والمحفل وأصبحت هذه مكان صِراع بين الماسون وتخويفهم ذاك منتظم وهذا غير منتظم الخ… والشرعية لا تكون إلّا من قبل المحفل الأكبر البريطاني.
– الإيمان بمهندس الكون وإرادته المُوحاة هم شروط أساسية للقبول لأن المُوحى أعلى شأناً من كلّ ما يمكن كتابته، فيجب وضع الكتب الدينية المعترف بها في المحفل. هذا يتعارض وما نصّ عليه البند الأوّل من دستور أندرسون: “على الرّغم من أنّه في الأزمنة القديمة كان يطلب من الماسوني إتباع دين البلد أو الأمّة الذي يقطنها. إلّا أنّه يعتبر الآن أكثر ملاءمة التقيّد بالدين الذي يتّفق عليه جميع البشر (الإنسانية)”.
– على الطالب أن يحلف على الكتب المقدّسة الوحيدة الحاوية للوحي.
– تتألّف المحافل من رجال فقط. ويمتنع الأخوة كما المحافل من التواصل مع أي سلطة تقبل سيدات في محافلها.
– للمحفل الأكبر البريطاني سلطة مطلقة على الأفراد والمحافل لا ينازعها فيها وعليها أحد.
– الأنوار الكبرى للمحافل هي: الزاوية والبركار والكتب المقدّسة.
– منع مناقشة أيّ موضوع بين الأخوة ذا بعد ديني أو سياسي.
– يلتزم كلٍ من المحافل والأفراد بـ”الواجبات القديمة”. ما هي هذه الواجبات ومن أين استقيت ومن وضعها وعلى ماذا ترتكز، لا جواب على هذا سوى: “مسيرتنا هي ضمن الواجبات القديمة ومحفلنا الأكبر يجسّدها”.
لم نعد أمام الماسونية الأندرسونية بل في صلب جمعية أخوية إنّما دينية وعقائدية، ما يخالف الروح الأندرسونية!
هل كانت تستعمل الكتب الدينية في القديم؟
عندما ثبّت الدوك رشموند (DUKE OF RICHMOND) أستاذ أعظم 1724-1725 نقرأ في المحضر: حمل على وسادة من مخمل دستور أندرسون وكان السيف محمولاً من أستاذ أقدم محفل، الذين وضعا على قاعدة متوسطة أمام كرسي الأستاذ الأعظم.(لم ياتوا على ذكر كتب دينية). إليكَ ترجمة المحضر:” إجتماع الرابع والعشرين من حزيران من سنة 1724، حفلة تنصيب الأستاذ الأعظم.
nd DUKE OF RICHMOND, GM de 1724-17252
جرى الإحتفال في قاعة “الباعة النحّاتين” ” Marchands-tailleurs” لتأكيد إختيار الأخ رشموند كأستاذ أعظم. الأستاذ الأعظم السابق FRANCIS, 2nd DUKE OF BUCCLEUCH, 1723، “دالكيت Dalkeith ” شكّل أوّل الوفد، الأخ ” Clinch ” فتح له الطريق، المنتدبين إثنين إثنين وراء الأستاذ الأعظم، الأخ ” Cowper ” حاملاً الكيس، على يساره رئيس محفل حاملاً شمعدان، النورين الآخرين محمولين من رئيسي محفلين. المنبهان السابقين يتقدّمان كلٍ بمفرده بحسب قدمه. الأساتذة العظام القدماء يتقدّمان كلٍ بمفرده بحسب قدمه. وراءهم الأخ ” Désaguliers ” لوحده. على اليسار السيف محمولاً من ريشموند الأستاذ الأعظم المنتخب وعلى اليمين الدستور على وسادة من مخمل محمولاً من رئيس أقدم محفل”.
أعيد تحديد شروط هذا الموكب في نسخة 1784.
دراسة الدساتير التي أعاد الماسون طبعها من سنة 1724 الى سنة 1784 تبيّن وبشكل جلّي طريقة سير الأعمال:
– لا يوجد أي ذكر لله في إجتماعاتهم ولم يرد ايّ نصّ يُلزم الإيمان بالله.
– لم يتواجد في أي محضر ذكر لوجود أو وجوب وضع كتب مقدّسة أو دينية.
– دراسة 242 محضر للمحفل البريطاني الأكبر الممتدّة من 24 حزيران من سنة 1717 الى 19 كانون الأوّل من سنة 1783، على مدى 66 سنة لم يستعمل في الطقوس إلّا دستور أندرسون ولا ياتِ ذكر الكتب الدينية.
ما أهمية هذا السرد؟
من ما سبق نستخلص، وهذا مثبّت تاريخياً ويستطيع كلّ شخص الإضطلاع عليه والتأكّد منه، أنّ الماسونية في أوّل 100 سنة كان لها فلسفة ومقاربة إختلفت كليّاً عمّا أدخله البريطانيين وبخاصة في سنة 1929 من ربط عقائدي وديني وإقطاعي بالتسلسل.
روحية المفهوم الأندرسوني (الماسوني) نجده في حلّته الأولى قبل 1929.
ما كان موقف السلطات الحرّة تجاه هذا الموضوع؟
جميع السلطات الماسونية الحرّة تأخذ بكتاب أندرسون في نسخته الأولى من سنة 1723. معتمدةَ على حريّة الإعتقاد المطلقة، مع الإمتناع من إدخال الأمور العقائدية الى المحافل وإعتبار الطقوس الدينية والعبادة من حقوق الفرد التي له الحقّ بممارستها بمراكزها وليس داخل المحافل.
كما نرى في هذه اللوحة المقسومة الى شقّين على اليمين المختبر للعمل المخبري وعلى اليسار المعبد للصلاة والعبادة، مع فاصل بينهما للأمور اليومية. تجسيداً لمقولة:
أعطي لقيصر ما لقيصر ولله ما لله ولبدنك عليك حقّ ولربك حقّ.
– حقوق النشر: الدكتور ميشال الخوري © ٢٠٢١