ماهية الماسونية؟
- الماسونية عروة عالمية تهدف الى تحسين وتطوير الانسان وإتقانه ادوات الوصول الى أهدافه المرجوة السامية. كما تهدف الى ترسيخ الاخوة ما بين البشرية جمعاء.
- لا تقبل الماسونية أي تمييز أومحاباة أوتفرقة ما بين البشر.
- تعتمد الحركة الماسونية على العمل التكريسي فيما بين أعضائها مرتكزة على الرمزية وعلى تطوير الاخوة. يفسر الإخوة الماسون الرموز بطريقة حرة ضمن مجالس تسمى محافل.
- لا تضع الماسونية أية حدود لأبحاثها، كما تضمن بشكل كامل لأعضائها حرية التفكير والمعتقد. يمتنع الاخوة الماسون في محافلهم عن كل جدل أومنازعات وبالاخص في مجالي الدين والسياسة.
الطريقة الرمزية.
يلجأ الفكر والمنطق البشري الى عدة رموز. هي صور أو أدوات ترسل الى تفاسير مختلفة في المُجمل، متضمنة إبهاماَ خارجياَ يبقى بصلبه واضحاً للداخل الانساني. كتمثيل الحمامة وغصن الزيتون للسلام وتمثيل إكليل الغار للنصر. هكذا تنمو وتتطور اللغة الرمزية. ليتوضح الفهم الرمزي على الباحث أن يفرّق ما بين الرمز كرمز مستقل والقصة اوالتمثيل الرمزي.
صورة العدل هي تمثيل رمزي، حيث يمثل كل قسم مبدأ من مبادئ العدل، فالمجسم الذي يقف أمام المحاكم وقصور العدل في العالم عامة يمثل شخصاَ يقف وفي يده سيف وميزان وعيناه معصوبتان. السيف للقطع ولأخذ القرارات، الميزان لقياس ومقارنة المتضاربات، عصابة الرأس التى تغطى الأعين لتأمين النزاهة وعدم الإنحياز.
اما الرمز المستقل من الجهة الاخرى فليس له معنى محدد ومقنن، إنما يورد أفكاراَ ومشاعر تختلف بحسب الشخص والمكان والزمان الذي يعايَن به الرمز. النظر المتجرد للرمز يسمح للانسان بأن يعي المقدرات الباعثة التى تدور في أعماق وجدانه من رغبات وإضطرابات أومن قيم ومبادئ معتقدة اوراسخة.
من خلال النظرة الرمزية يصبح الانسان أكثر حساسية للظروف الإنسانية عامة وبخاصة لمن هم حوله وتعطيه فهماَ أعمق وأوضح لنفسه. هذه المعرفة والفهم تؤهل الإنسان وتحثه لإبداء إختيارات حرة في حياته ولإعتماد اساليب عمل تدخل في إطار تطوره وتقدمه. يأخذ هذا التطور والفهم مكانه في عدة مجالات منها:
علم الاخلاق: ما هي الأعمال أوطبيعة المبادرات الحسنة أوالقبيحة تجاه أقراننا الذين نتقاسم بينها ومعهم الحياة سوية..؟
علم النفس: ما هي محفزاتي؟ ما هي رغباتي؟ كيف أبوتقهم في منهج سليم..؟
علم الفلسفة: من هوالإنسان؟ ما معنى الوجود..؟
عالم الروح: في أي “كل” أدخل؟ ( الطبيعة، الكون، الله، ….) وكيف أشعر به؟ وكيف أندمج به؟ …؟
لا تقوم الماسونية على أي فكر أوعقيدة محدودة. الطريقة الرمزية هي درب شخصي… تأخذ كل معناها اذا بحثنا بشكل واعٍ في اسرار حياتنا. صواب وحكمة هذا البحث يتأطر في فضول طبيعي نتيجة عمل شخصي عميق وشديد التأثير في إطار تجربة وجدانية فريدة.
على الرغم من تأثير الماسونية الإيجابي على الشخص كفرد، وعلى الرغم من هذا التأثير، لا تعتبر الماسونية طريقة دوائية اوشفائية جماعية. كثير من الرموز تشترك فيها الماسونية مع بعض الأديان. الا أن الماسونية تستعملهم في إطار شعائري أوطقسي وفي مجال بحث شخصي يدخل الى عمق النفس البشرية. الماسونية وهي أولا طريقة عمل وليست نظاماَ لأنها لا تفرض أي أوامر أوتعليمات. كما أنها ليست بدين لانها لا تفرض عقيدة خلاص. فبهذا لا تشبّه بأي دين اوطريقة.
الرموز التي تستعملها الماسونية.
تستعمل الماسونية رموزاَ تعود الى التاريخ القديم، نجد هذه الرموز في حضارات متعددة، كإستعمال رموز العناصر الاربعة، والنجوم والافلاك والصور الهندسية ..الخ. وتميز الماسونية رموز العمارة بشكل خاص ومنها الزاوية والبيكار المعتمدين عالميا.
الزاوية والبيكار يفسحان المجال لترجمات وتفاسير عديدة ومنها:
- إرتقاء الانسان من المادية الى الروحانية.
- الميل ما بين اللين والشدة.
- المعرفة المكتسبة والإبداع.
إستعمال رمزية النور لها أيضا خاصية في الماسونية.
إستعمال التشخيص المنظور والمادي للرموز يفسح المجال أمام تأملات شخصية تدخل الفكر الى عمق أعماق الوجدان.
في الماسونية يظهر الطقس من خلال رمزية عملية. عند القيام بطقس جماعي تستفيق جميع الإمكانات الحسية وتتفاعل مع المشاعر والأحاسيس والحدث الفردي. الا أن الطقس في هذه الظروف لا يتناقل بشكل شفهي، لأنه لوكان يتناقل بشكل شفهي لكان طريقة من الطرق ولابتعد عن الرمزية. هذه التجربة الفريدة تَثبُت في الداخل الفردي وهذه جهة من أسرار الماسونية…
دور الاخوة.
الاخوّة هي التفتيش عن القيم الانسانية، وهي التعاضد والتكافل المتقاسمان واللذان يعطيان للفرد وجودية ترفعه الى البنوة العالمية. لذلك يتعارف الماسون فيما بينهم كأخوة.
يقدم الاخوة لبعضهم البعض الدعم الذي يمكِّن لكل واحد منهم سلوك الطريق المؤدي لإكتشاف الذات. وبالمقابل يقدم الأخ لاخوته تجاربه ومضامين معرفته.
على المرء ألا يخلط ما بين الاخوة والصداقة، لكل منتسب الى الماسونية قناعاته الذاتية والداخلية ولا يجتمع الماسون لأنهم اصحاب فكر وشخصية واحدة. الا أن هذا المناخ ينشئ صداقات صريحة بين الاخوة.
التكريس.
التكريس هوأول مدخل وإجتماع يقاربه المنتسب من خلال طقس حيث تبرز الرموز التي تذكر وتتبادل. ومن معاني التكريس وأساساته إبتداء الفرد بإستعمال العمل الرمزي للارتقاء.
الطقوس والرموز تجتمع في ثلاث درجات اولية: مبتدئ، عامل واستاذ.
المحفل.
يشترك الماسوني بشكل فردي في المحفل. المحفل هومجموعة من الماسون الذين يجتمعون للقيام بالعمل الماسوني. المحافل تتفرق جغرافياَ حيث يتواجد الاخوة وتجتمع هذه المحافل بشكل دوري.
العمل الماسوني الرمزي يشمل محاضرات تتنوع في المواضيع ما بين أخلاقية، علمية، إجتماعية، فلسفية، روحية، ثقافية الخ. التي لا تشبه العلوم المدرسية والجامعية كسرد للمعلومات، انما هي ثمرة وتجربة عمل شخصي وفردي للأخ الذي يتبادل وإخوته ما توصل اليه في ابحاثه.
بالاضافة الى العمل الرمزي في المحافل يقوم الاخوة برحلات ترفيهية وثقافية وإجتماعات جانبية، تدعّم الوحدة والاخوة والصداقة.
– حقوق النشر: الدكتور ميشال الخوري © ٢٠٢١