مقدّمة في الجمعيات التعاضدية والعمّالية والمسيحية

مقدّمة في الجمعيات التعاضدية والعمّالية والمسيحية.

لكي نفهم نشأة مؤسسة فلسفية أخوية علينا أن نحيط بالظروف الإجتماعية التي نشأت فيها هذه المؤسسة. عَرِف التاريخ وفي كثير من بِقاع الأرض مؤسسات تعاضدية وأخوية، إلّا أنّ تلك التي أشتهرت أكثراً كانت في الغرب في بيئة مسيحية وإقطاعية معروفة، فلذلك دون فهم الأُطُر التي سادت في تلك الأزمنة يُستصعب فهم منهجية هذه المؤسسات.

    يجب فهم نشأة الديانة المسيحية ودخولها فيما بعد في شراكة مع الإقطاع السائد الّذين عزلا أو وضعا جانباً العامّة بشكل خاص.

   تلك هي بعض الفصول التي ستساعدنا على رؤية الواقع.

  • نشأة الديانة المسيحية ما قبل قسطنطين الأول.
  • التخبّط والنقص في النصوص الأولى الذي أدّى الى ظهور الفرق المختلفة.
  • محنة القرن الثالث ميلادي وبدعة حرق الكتب.
  • العهد المُقام ما بين الكنيسة وقسطنطين بعد مَجمع نيقيا.
  • تكريس هذه السياسة مع كلوفيس ملك الفرنج.
  • بروز تكتّلات وتجمّعات عمّالية فرضت نفسها كمحور في الحياة الإجتماعية.
  • تطوّر مقاربة الفكر الحرّ وتجلّيه في الجانسينيسم وموقف الكنيسة منه.
  • الكنيسة والفرمانات ضدّ الماسونية.

     إنّ الظروف التي أحاطت بنشأة المسيحية أدّت الى تنوّع المعتقدات وإختلافها، وأُحصِيَ العشرات إن لم يكن المئات من التّيارات المختلفة، وذلك لعدم وجود مرجع موّحد أو عدم وجود أدوات الطباعة والنقل المعروفة في أيامنا هذه .

    كانت كلّ بقعة أو منطقة تخضع لما يسمّى أُسقف، وكان هو المرجع الأول والأخير في المذهب والعقيدة، فتواجد مئات من الأساقفة إختلفوا فيما بينها مدّعياً كلّ منهم إمتلاك الحقيقة، إنتقم كل من الآخر بحرق كتبه وإطلاق الحرم بوجهه، الى أن تدخّل قسطنطين الأوّل الذي ولأسباب سياسية عَقَدَ ما يسمّى بمجمع نيقيا لتوحيد العقيدة. أعيد تأكيد عهد الشراكة الدينية السياسية مع كلوفيس ملك الفرنج، وبقيت الحالة عمّا هي عليه الى ظهور الحملة التصحيحية والثورات الشعبية والفرنسية واحدة منها.

     ظهر ومنذ بداية المسيحية مجموعات وفرق إقتنعت بأنّ الإنسان يمتلك إرادة وفكر حرّ وهذا ما نكرته الكنيسة كلياً حتى نهايات القرن العشرين ولم تعترف به إلّا جزئياً. ظهرت الماسونية الى العلن بعد 1717 بعد معاناة الكنيسة مع فرقة الجانسينيسم التي كانت تدافع عن الإرادة الحرّة. إختلطت الأمور على أصحاب السلطة وكان ما كان من فرمانات تخبّطت في التحذير من الماسونية وكانت سبب بإضطهاد كل من حمل براعم الفكر الحرّ.

 – حقوق النشر: الدكتور ميشال الخوري  © ٢٠٢١

error: Content is protected !!