من ينتسب الى الماسونية؟

من ينتسب الى الماسونية؟

الماسونية ليست بمدرسة إتقائية تتوقف عند المتفاعلات الخارجية أوالاعتبارات الاجتماعية والمدنية الظاهرة. الماسونية مدرسة إنسانية تهتم بالإنسان والإنسانية المكنونة في صدور الأحرار.

هناك إعتبارات إنسانية خارجية تعتمدها المحافل لقبول الطالبين الى صفوفها منها التحلي بالمؤهلات الإجتماعية والعقلية والشخصية الحميدة التى يشهد لها المتعارف عليه في المجتمع. من هنا ومن شُهد له بحسن سيرته وعمله يكون من بين المؤهلين للقبول.

يقوم كل محفل بواجباته الإدارية والتكريسية لإكمال مسيرة وملف الطالب.

اما من جهة المكنونات الإنسانية فهذه طاقات ومقدرات وصفات لا يبيّنها ويظهرها إلا العمل والإحتكاك اليومي مع الإخوة ومع مكونات المجتمع. هنا يبدأ المسار ومسيرة البناء الحر ومنها الى التكريم والتقدم في العمل والدرجات أو السقوط أمام حواجز اقامتها له نفسه اللوامة والامارة.

يقول حكماء الماسون ان هناك ثلاثة أطباع عند طالبي الإنخراط في صفوف الماسونية:

  • الفضوليون الذين وبحشرية وخلسة يرغبون في معرفة المستور، كبعض أنواع الطيور الهائمة التي تنتظر البرهة لتغتنم فرصة الإقتناص.
  • الوصوليون ومنهم الوصولي الراغب في إكتساب الصداقات بغية الإستفادة من الإخوة وتعزيز مكانته والحصول على مكاسب خسيسة.
  • الطالب الصادق الباحث عن تحقيق ذاته ونفسه من خلال العمل الدؤب ومن خلال إكتساب خبرة الإخوة، مرتكن في هذا على معرفة تاريخية وعملية يتناقلها الإخوة في المحافل، خبرة أثبتت قدرتها وفاعليتها على الفرد والمجتمع مهما كان جنسه أو عرقه أو لغته أو دينه إن كان يتحلى بصدق البحث عن الحقيقة.

الدخول في صفوف الماسون أصعب من الخروج منه. الخروج لا يلزم إلا تجاوز عتبة المحفل في الإتجاه المعاكس. كما أن المحافل والسلطات الماسونية لا تقوم باي عمل لجذب منتسبين إليها كذلك لا تقوم بأي ضغوطات أو مناورات للاحتفاظ بفضولي أو مندس أو وصولي أو من لا يريد فقط أن يكمل مسيرة البحث مع أبناء عشيرة البنائين الأحرار.

من هنا وفي الخطوات الأولى من المسيرة الماسونية، يبرز كما هومعهود وملاحظ، الغربلة الفردية التي تتأتى من النور والعلوم المكشوفة، فالنفوس الضعيفة تفضل الإكتفاء على ما هي عليه وتشيطن كل تَقدُّم وتغيير في أنماط حياتها. فامثال هذه وآخرين يُلفظون من الجسم الماسوني كما يلفظ البحر الشوائب.

على مثال مكونات المجتمع، العائلة الماسونية تخضع لقوانين المجتمع ومنها إنقلاب بعض المنضوين والفروع على الأصل. ففي جميع جيوش العالم هنالك من يهجر وينقلب على قيادته ولو في الظروف الأكثر حرجاَ لهذه، كأزمنة الحروب والمحن، كذلك في المؤسسات الدينية مهما كانت جذورها أو اصولها هناك من يتآمر وينقلب على معتقداته، نلحظ هذا في المكونات العائلية التي وبالرغم من الإحاطة والحنان الذي يقدمه الأهل لأولادهم هناك صراع أجيال يقع ويفسد في بعض الأحيان التناغم العائلي. العشيرة الماسونية هي من المجتمع وكما أنها تفتح بصدق أبوابها للطارق المعروف بظاهره الحسن فلا إستغراب أن يكون من بين المنتسبين من ينقلب بعد حين ويصف من إحتضنه بأبشع النعوت. هذه مسألة إجتماعية تجاوزتها الماسونية منذ زمن بعيد وتعتبرها من التطورات الإجتماعية الطبيعية. كما تعتبر أن الامر طبيع على بالرغم من عدم شرعيته سعى البعض لمحاولة إكتساب صفات ماسونية للإتجار بها وتغرير صغار وضعاف النفوس. كلمة ماسونية لا يستحق حملها الا مستحقيها الا انها كلمة استعملها البعض ممن دخل محفلاَ او لم يدخل لاغراض رخيصة.

من هنا إعتمدت الماسونية الإعتراف ب”الإخوّة” كسلطة ماسونية شرعية، لا يكترث الماسوني للمسميات التفخيمية والتبجيلية ولا الى المرجعيات الزمنية … فهذه كلها ليست من أهدافه السامية.        

 – حقوق النشر: الدكتور ميشال الخوري  © ٢٠٢١

error: Content is protected !!